الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

Chapter ٥✨

.


"دكتور سمعتك"

-"سمعتي وشو"

"وانت تحكي للدكتور اللي معك تو"

-"وش قلت"

ابتسمت: "دكتور انا بعد، انا بعد احبك واحسك هديتي من الله، علشان كذا مابيك تروح من ايدي"

-"بس عليا مابي اغامر بشي ماعرف نهايته"

"وليه تفكر بنهايته، فكر بالحين، فكر باليوم، فكر باللحظات الحلوة اللي عشناها مع بعض، بذمتك ما ودك تعيدها؟"

-"عليا المفروض اني اكون اكبر من هالحركات.. هذي حركات مراهقين"

"ومن قالك ان الواحد يكبر عن الحب؟ من قالك ان المراهقين بس اللي عندهم قلب و يحبون؟ دكتور الحب مايعرف لامكان ولا زمان ولا عمر"

-"مدري وش اقولك"

"قول اللي في قلبك، لاتسمع لعقلك"

-"بس هذا غلط"

"بس هذا اللي بيريحك"

-"انا اسف عليا"

"اسف؟"

-"ايه، انا احبك ايه بس مقدر ارتبط فيك"

"اوه. ليه"

-"قلتلك موب قد الحب انا"

"طيب"

-"انا اسف ادري تسألين عن السبب بس مافيه سبب كل الموضوع اني مابي ادخل بالشغلة بكبرها"

"لاعادي اصلا موب لازم سبب"

الا لازم سبب.. 

لازم اعرف ليش ماتبيني..

أول مره في حياتي اترجى احد كذا، 

واول مره فيه حياتي اروح ملهوفة لأحد كذا.

واول مره في حياتي يردني احد مكسورة كذا. 

رحت.

تركته.

رجعت بيتنا.

ضايق صدري ضيقة موب طبيعية.

ليش؟ 

ليش مايبيني؟

وش فيني شي غلط؟

-لانه مايحبك، قلتلك عاطف عليك

-مشاعل عدتي الجملة مليون مره خلاص فهمت

-ابيك تتعلمين، نصحتك و قلتلك ما يصلح لك ماسمعتي كلامي 

-طيب

و سحبت اللحاف اللي كان عليّ و غطيت فيه وجهي.

-انا بنام

-قومي مارح اخليك تنامين زعلانه

-مشاعل مب زعلانه اتركيني انام بليز

-الا زعلانه! 

-مشاعل، زعلانه ولا موب زعلانه ابنام، خليني و روحي بيتكم بليز

-عليا!

- مارح تقدرين تغيرين شي، الزعل موب رايح.

-اللي يريحك. حاكيني اذا قمتي..

و اخذت العباية و الشنطة و طلَعَت.

الزعل موب رايح يامشاعل الا بالنوم.

النوم هو الشي الوحيد، المخدر اللي حلال.

يخدر لك اوجاعك، يخليك تنسينها.. ولو كم ساعة..

النوم الشي الوحيد اللي كان ينسيني كل الامي خلال ال١٧ سنه اللي راحت..

كنت اهرب من واقعي لأحلامي، كنت انام كثير.... 

كنت استانس لا جا الليل و نمت.

وكنت اكره اذا قمت الصبح ورجعت لعالمي الصدقي.

بس بالفتره اللي عرفت فيها فهد، 

صرت ماحب انام، كانت واقعي اجمل بكثير من احلامي! 

بس الحين.. 

رجعت للهرب.

صحت صياح الدنيا.

فكرت بكل شي ممكن يخلي فهد مايبي يرتبط فيني..

وحدة جاته متعاطية مخدرات .

وحدة شاف بشنطتها دخان.

وحدة يدري ان ماعندها لا ام ولا ابو يسألون عنها.

تتوقعين بيفكر لو للحظة انه يرتبط فيها؟ 

دكتور، محترم، شهادة ومنصب ياخذ وحدة مثلي ليه؟

للاسف توقعت نظرته لي تختلف

توقعته يشوف شي الناس كلها ماتشوفه.

بس الظاهر اني غلطانه.. 

وش يفرق عن كل الناس اللي يشوفوني كذا؟

كلهم بشر، مايحكمون الا باللي يشوفونه بعيونهم، او يسمعونه باذانهم..

تخليت عن كل مبادئي من عرفتك يافهد.. 

كنت مستحيل افكر بيوم من الايام اني احب.

وانت رفضتني لابسط سبب.

قبل انام قطعت عهد على نفسي اني ما اكرر هالغلط ابد.

واني ما اركض ورا اي شخص مايبيني.

ما اركض ورا اي شخص اساساً.

اني ما احب.

اني ما اسلم قلبي لاحد.

ما اخلي قلبي يتعلق في اي انسان بالدنيا.

لأن التعلق شين..

التعلق مرض.. مافيه دكتور بالدنيا يقدر يعالجك منه..

مرض صعب تطيبين منه.

بس انا اقوى من كذا.

و بطيب منه.

...

قررت اني اعاقب نفسي علشان ما اكرر الغلط و بنفس الوقت علشان انسى اللي صار.

مالي الا دانا.

اتصلت عليها.

-هلا ابوي

-شخبارك دانا

-الحمدلله بخير انتي وشلونك؟

-مو بخير.. دانا احتاجلك.. ابي انسى.. 

-بسم الله عليك شفيك

-ابجيك البيت تكفين ساعديني

-اوكي تعالي ياعمري انتظرك 

لبست و رحتلها.

كنت ميته صياح.

كان كل تفكيري ان دانا هي الوحيدة اللي بيدها تنسيني كل شي.

"دانا عطيني اي شي بسرعة"

دانا: "شفيك بسم الله عليك"

"قولي وش مافيني!! دانا تعبانه تعبانه كل شي بالدنيا تسكر بوجهي ماعندي احد اروحله الا انتي ساعديني"

دانا: "بس عليا موب قلتي بطلتي؟"

"هونت، عطيني و خلصيني خليني اروح"

دانا: "ماعندي الحين شي"

"وشلون ماعندك دانا بعطيك اللي تبينه، كم تبين!"

دانا: "مابي فلوس صدق اقولك ماعندي الحين"

"طيب وين القى عند مين دليني"

دانا: "ماقدر اعطيك العنوان، بكرا تعالي خذيهم"

"وش يصبرني لي بكره!"

دانا: "طيب شوفي ابعطيك الحين شي خفيف شوي و بكره اعطيك الصدق اوكي؟"

"خفيف نكثر منه يصير كثير. بس عطيني"

دانا: "بس مابيك تقولين اسمي على لسانك اذا احد سالك"

"ان شاءلله بس عطيني"

عطتني..

ورحت..

رحت مكان مارحت انا وفهد ذيك المره..

بس سبحان من خلاني اشوفه مع فهد منظر واليوم منظر ثاني.. 

شربت اللي عطتني اياهم دانا..

كلهم

رَجَّعت اول شي *وانتم بكرامه*

عقبه كملت شرب

لأول مره في حياتي اذوقه.. 

وكله علشان وشو؟ 

ماتوقعت اني ممكن اقولها بس" ليتني ماشفتك ولاعرفتك يافهد"

لو اني ماعرفتك كان الحين حياتي طبيعية..

لو اني ماخذت من دانا اول مره كان انا الحين بخير..

بس صادقة مشاعل.. اللي يبدي غلط يظل طول عمره غلط.

وهذا انا بديت حياتي غلط وراح اكملها كلها غلط.. 

شربت، حسيت الالم اللي في قلبي قاعد يخف تدريجياً مع كل كاس.

حسيت الدنيا صارت تدور، كل شي يتحرك.. 

البحر، الارض تحتي، كل شي 

و صرت اضحك..

مادري اضحك على وشو

على نفسي ؟ 
على زماني ؟
ولا على حظي ؟ 

لما حسيت اني اكتفيت قررت ارجع البيت انام.

على الاقل انام وانا موب حاسة على نفسي علشان اقدر انام.

رجعت البيت.

لقيت امي جالسة بالصالة.

تونا نحكي عن الحظ قلتولي؟ 

طبعاً حالتي كانت....

ضحكت: "لا لا لا امي بجلاله قدرها جالسة هنا، وش صاير بالدنيا"

-"ايه قلت اخذ اجازة عن الشغل هاليومين"

ضحكت: "اجازة؟ يالله من زماااان، و وين بتقضين اجازتك جنيف ولا باريس هالسنه؟"

-"لا ابقضيها ببيتي"

طبعا متخيلين وحدة شاربة و ميته ضحك وشلون؟

ضحكت: "اما عاد لا لا لا ما اصدق"

-"عليا وش هالريحة"

ضحكت: "ريحة بخووور"

-"عليا وين كنتي؟"

ضحكت: "كنت طالعه يعني كنت بالبيت مثلا؟"

-"ميري، ميري، تعالي خذي عليا و خليها تنام بغرفتها و سكري الباب عليها و عطيني المفتاح"

ضحكت: "وشو شفيكم مكتوب على جبهتني احبسوني؟"

ميته ضحك وعقلي موب راسي ولانيب دارية عن اي شي حولي.

نمت.

قمت اليوم الثاني طبعاً ناسيه وش صار البارح عقب ماشربت

فتحت باب الغرفة لقيته. مسكر

حاكيت الخدامة قالت ان امي مسكرة الباب.

الزبدة جت الخدامة و فتحت الباب وقالت ان امي تبيني تحت.

نزلت.

"صباح الخير"

-"هلا صباح النور"

"خير يمه قالو تبيني؟ بعدين عسى ماشر ليه جالسة بالبيت؟ فيك شي؟"

-"لا بس قلت اخذ اجازة كم يوم، عليا يمه وين كنتي امس"

"وين كنت امس؟ ليه؟"

-"اسأل؟"

"تسألين؟ و ليه تسألين؟"

-"مو من حقي اعرف وين تروحين؟"

"لا الصراحة، من حقك لو كنتي ام صدقية بس انتي..."

-"انا امك و من حقي اعرف وين بنتي تروح"

"توك تذكرتي انه لك بنت؟"

-"عليا سؤالي واضح وانتظر اجابته"

"وانا جوابي واضح و مو من حقك تسأليني هالاسئلة، دامك امي الحين علميني انا اي صف؟ انا كم عمري؟ وش اسماء صديقاتي؟ وش اكثر اكلة احبها؟ علميني يلا هذي اسئلة اي ام لازم تكون تعرفها عن بنتها"

-"انا صح مشغولة عنكم بس انا موب جالسة العب، كله علشانكم"

"علشانا؟ ضحكتيني"

-"عليا وش هالاسلوب؟ من متى تحكين مع امك كذا؟"

"لما امي تحاسبني على شي و هي اصلا موب دارية عني طول عمري؟ يمه انا اسفه ما اقصد احاكيك كذا بس صدق لو شفتيني على غلط اعرفي انه انتي كل السبب، اعرفي ان كله منك كله انتي اللي حديتيني اسويه"

سكتت و تناظرني.

"وانا اسفة بعد لان مالك حق تسألين" و طلعت وتركتها.

ضاق صدري عليها، 

يعني احب امي و كل شي بس هي السبب في كل غلط انا فيه.

بعمري ماحسيت انها مثل امهات كل البنات، 

الحمدلله هي احسن من امهات كثير بس هي وجودها و عدمه واحد، وهذا اللي ضيعني.

الله يسامحك يا يمه

لو انك كنتي معاي بحياتي كان ماصرت كذا

كان ماصرت بهالوصاخة..

كان الناس ماصارت تبعد عني و ماتبيني

كان ماتعلقت بفهد و خذلني، كان ماشفته اساساً! 

كان صرت بنت زينه و كلمن يبي قربي

الله يسامحك تضلين امي.

طلعت غرفتي قضيت يومي كله بلحالي حتى جوالي ما مسكته

*الساعة ١٠ بالليل انطق باب الغرفة.

"مين"

-"سلطانه"

فتحت لها الباب" نعم"

-"عليا ماما تعبانه بتموت" *تصيح*

"وشفيها وينها!"

-"بغرفتي تقول قلبي يوجعني"

رحت لغرفتها لقيت امي تصيح.

"شفيك يمه!"

-"عليا حاكي اخوك خليوديني المستشفى تعبانه"

"وشفيك تعبانه من وشو!"

-"قلبي يوجعني احسه جالس يضيق"

"بسم الله عليك طيب قومي انا اروح معك" و مسكت ايدها اقومها.

-"انتي تروحين؟" 

" سلطانه جيبي عباتي و عباية امي بسرعة"

رحنا المستشفى و كل الطريق بالسيارة و هي تصيح..

اول مره بحياتي اشوف امي تصيح عقب وفاة ابوي.

اول مره بحياتي اشوفها بهالضعف

العادة أمي سيدة المجتمع الناجحة اللي دايم مبتسمه و قوية ولا يأثر فيها شي الحين تصيح..

وصلنا المستشفى.

ايه نفس مستشفى فهد بالضبط.

"لو سمحتي معاي حالة طارئة ممكن تدخليني لأي دكتور؟"

ونفس الموظفة ام نفس خايسة.

-"اوه اي دكتور هالمره؟ وش الطاري"

"جالسة اقولك حالة طارئة امي تعبانه خلصيني و شوفيلي اي دكتور"

-"على حظك دكتور فهد فاضي تقدرين تدخلين له"

"دكتور فهد؟ مافي غيره؟"

-"حيرتيني!"

"مافي غير الدكتور فهد فاضي اسألك انا؟"

امي: "خلاص عليا دامه فاضي نروح له موب وقته"

بس يمه انتي موب فاهمه الدكتور فهد وش كثر جرح بنتك..

"طيب تدخلين له وانتظرك انا برا؟"

-"اللي يريحك اجلسي انتظري" و دخلت له.

اشوه انه مايعرف اسم امي..

انتظرتها لين طلعت.

امي: "يقول تسوين اشعة قلب و تحليل دم"

"ايه ادلهم الدور الثاني"

ورحنا 

دخلوها هذاك حق الاشعة اللي تدخلين كل جسمك فيه وانتي منسدحة.

وانا برا اناظرها من الشباك.

"ماكان المفروض تقسين عليها لهالدرجة"

التفت، دكتور فهد واقف بجمبي يناظرها و يحاكيني.

"نعم؟"

-"مسكينه قلبها ما تحمل"

"تحاكيني؟"

-"ايه، عليا امك صح غلطانه بس تضل امك مالك حق تحاسبينها"

"انا اسفه دكتور بس ماظن طلبت منك تعطيني نصايح وش حقوقي على امي"

-"موب لازم تطلبين، هذي المره الكم اللي اقولك؟ انا محد يطلبني، انا بنفسي اسويه"

"والله عاد مشكلتك هذي، ماطلبتك يعني لاتتدخل بشي ما يعينيك، علاقتي بأمي ماتخصك!"

ورحت جلست بالكراسي بعيد عنه.

جاني و جلس بجمبي.

-"اقدر انك زعلانه على امك ومعصبة بس ل-.."

قطعته: "لاموب معصبة علشان كذا، معصبة علشانك تتدخل بشي مايعنيك، والحين ليش لاحقني!"

-"عليا شدعوة ليه قاعدة تحاكيني كذا؟"

"انا غلطت؟ لا. الموضوع و مافيه انك تعديت حدودك ووقفتك بس"

-"تعديت حدودي؟ هذي وشو؟"

"هذي كلمة! يعني تدخلت بشي مالك شغل فيه"

-"معاك حق، انا اسف لاتزعلين مني"

اخذت نفس: "دكتور، واللي يرحم والدينك، حس شوي ان اللي واقفة قدامك بشر، انسانه، عندها مشاعر طيب؟ بس احتاج منك تحس بهالشي طيب؟ تراي موب جدار"

-"حاس"

"طيب زين انك حاس! ممكن تقوم الحين و تشوف شغلك مع مريضتك؟"

يتبع... 




هناك 4 تعليقات:

  1. مدري شقول صراحة .. اححبببببككككككككك :"(❤️❤️❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
  2. Best blog ever!

    ردحذف
  3. Allaaahh:(❤️❤️

    ردحذف
  4. Amaaziingg❤️❤️
    ��Keep going

    ردحذف