مشاعل جتني اليوم اللي بعده.
كنا نسولف عادي...
فجاة و انا اسولف مسكت ايدي.
مشاعل: "كيووت" و مسكت الخاتم.
"ايه.."
مشاعل: "ايه كملي السالفة"
"تدرين مين جابه؟"
مشاعل: "مين"
"عبدالله.."
مشاعل: "احلفي؟ والله انه عنده ذوق هالولد! بس مو قلتي خلاص رفضتيه؟"
"لا ماقلت.. كنت ابي ارفضه.."
مشاعل: "كنت؟ يعني هونتي الحين؟" و الابتسامه شاقه وجهها.
"ماهونت بس.. احس حرام.."
مشاعل: "وش صار"
"مدري مشاعل يعني عبدالله مره زين.. و احسه فرصة مارح تتكرر.. بس بعد ابي فهد.. ليلحين عندي امل ان فهد بيقوم"
مشاعل: "بالضبط هذا اللي كنت اقوله.. عبدالله فرصة مستحيل مستحيل تتكرر ومستحيل تلقين نفسه! انا معك ان اللي بينك و بين فهد لايمكن تنسينه بس فهد خلاص راح"
"اللي بيني و بين فهد لايمكن و مستحيل انساه.. اللي بيني و بينه شي راح يضل فيني طول حياتي"
مشاعل: "بس اذا عبدالله تفهم الوضع خلاص"
"اي وضع انتي الثانية اللي يفهمه!"
مشاعل: "قوليله انك كنتي تحبين واحد و صار كذا و كذا ومات هالواحد"
"بسم الله عليه"
مشاعل: "الزبددددا، و بس"
"لا مافي رجال بالدنيا بيرضى ان زوجته تقوله كنت اعرف واحد.."
مشاعل: "على اساس كل المتزوجات الحين ماكانو يعرفون؟"
"بس انا و فهد موب اي معرفه.. "
مشاعل: "ماعليه تخيلي انك مثلهم لاتدققين انتي بعد"
"بس انا لازم اشوف فهد قبل.."
مشاعل: "يلا مشينا انا معك"
"مشينا وين"
مشاعل: "الحين نروح المستشفى و نشوف فهد و نسألهم، بيموت ولا موب ميت؟"
"وش يدريهم هم"
مشاعل: "لا يدرون حبيبتي موب دكاتره على الفاضي"
اخذتني مشاعل و رحنا المستشفى.
قايلتلكم تأثر على تفكيري هالبنت بشكل مو طبيعي.
رحنا..
حاكيت الدكتور محمد و قال بيجينا على غرفه فهد.
انا كنت جالسة جمب فهد و ماسكة ايده.
و مشاعل واقفة بعيد.
جا الدكتور محمد.
ناظر مشاعل مستغرب.
-"السلام عليكم، خير عسى ماشر؟"
"وعليكم السلام، شلونك دكتور؟"
-"الحمدلله،"
"وفهد وشلونه؟"
اخذ نفس عميق: "والله فهد مادري.. صدق ماعرف وش اقول"
مشاعل: "قول الصدق، قولنا فهد ميت ولا حي؟ فهد بيعيش ولا بيموت؟"
ناظرها و هي تحكي و رجع ناظرني و كمل كلامه
-"يعني عليا حالته يا نفس ماهي يا تسوء اكثر"
مشاعل: "يعني بيموت! يعني هو ميت سريرياً، دكتور علمها انه خلاص ماعد بيصحى متقدملها واحد مرره زين و بترفضه علشان فهد!"
سفهها مره ثانيه: "و حاولنا معه اكثر من شي، الدماغ متوقف عن العمل تماماً كل الدكاتره يقولون انه العلم عند الله.."
مشاعل: "معناته شالو ايدهم من الموضوع"
-"انتي ورا ما تنطمين! من انتي اساساً ووش جايبك هنا! عليا انا بمكتبي تدلينه اذا بغيتيني و ياليت تجين بلحالك"
و طلع.
مشاعل: "وش هالقليل الادب!!!! وجع مارد على ولا سؤال!"
"مشاعل يعني انتي بعد! قاعدة تحكين عن فهد كأنه ما يعني لي ولا له اي شي! قلتلك انه الدكتور محمد كان الروح بالروح هو و فهد!"
مشاعل: "وش قلت ياعالم ما غلطت جالسة اقول الصدق؟ الحين الصدق صار يزعل"
"اسلوب"
مشاعل: "اسلوبي لانكم مخفات! واحد ميت يعني الله رحمه انتو ليه ماترحمونه و تشيلون الاجهزة عنه"
"تحكين عن الموت كأنه شي سهل"
مشاعل: "لا موب شي سهل. وانا اكثر وحدة اعرف انه موب شي سهل، بس الموت مايوقف الحياة، ماتوقف حياتك على موت احد، على فراق غالي.. ماتوقف الحياة على اي شي.. فا ليش اخرب حياتي و اعلقها بالماضي؟"
حضنتها: "ماكنت اقصد طلعت مني بالغلط"
مشاعل: "لا عادي ما ازعل منك انا"
"الله يرحمه"
مشاعل: "اشتقتله.. تدرين على كثر ما اسوي اني مستانسه بحياتي.. على كثر ما تشوفون يمكن هالشي بعيونكم، على كثر ما اسهر ليالي طوال اصيح فيها... صح ناسيته و عايشة حياتي بس لابد تذكرينه.. و خصوصاً اخو صعب تنسين.. صوره بكل البيت.. غرفته بلحالها كابوس بالنسبة لي.. عليا كل يوم اقولك باي ابنام ما انام.. كل يوم اترك كل شي بالدنيا و الدنيا كلها تحسبني نمت.. ما انام.. اروح لأخوي.. اصيح عليه، ادعي ابكي اسولف معه.. ساعات العب و اضحك معه.. اخوي الميت مستوعبه؟ بس مهما صحت الليل اقوم الصبح ولا كأني صار شي البارح.. كأني انسانه ثانيه.. ما كأني نفس الانسانه اللي كل يوم قبل تنام تصيح لين تنام.."
"بالجنة ان شاءلله، لاتضقين صدري ميشو انا اختك"
مشاعل: "انتي اختي و امي وابوي و اهلي كلهم.. بس تراي احس.. تراي احس ان الموت يعور.. ان صعب عليك تتخلين الدنيا بدون شخص.. انه في دنيا ثانيه.. بس لازم تتقبلين تضغطين على نفسك.. مهما كنتي حزينه لابعمرك تبينين هالشي للناس.. خلي كل الناس تشوف الوجه اللي يضحك فيك.. الي يحب الحياة.. و كل ليله افصخي القناع و ارجعي لحقيقتك و صيحي كثر ماتبين.. بس اني اوقف حياتي لا.."
"بس مشاعل مابيه يموت مابيه يروح بعيد.. يعني الحين صح مافي روح بس فيه جسد.. فيه ايد امسكها كل ما احتجت لها.. في وجه اناظره كل ما اشتقت له.. في راس ابوسه كل ما فقدته.. "
مشاعل: "لازم تروح.. كلنا نروح.. لازم تتعودين تبقين بلحالك.. لازم تكونين اقوى لانك بتشوفين اشياء اكبر من كذا.."
"مستحيل انا بأيدي اخليه يروح.. بتحسف والله بتحسف"
مشاعل: "تخيليه مات"
"بس هو ما مات.."
مشاعل: "هو ميت عليا مستحيل يصحى ماسمعتي الدكتور تو وش قال؟"
"انا بروح اعتذر من الدكتور محمد انتي روحي السيارة"
مشاعل: "لا تتاخرين عليّ، روحي للقليل الادب حقك و علميه شلون يحكي مع الناس"
*في مكتب الدكتور محمد*
الدكتور محمد: "وش هاللي معك؟ محد علمها شلون تحكي مع الناس؟"
"ماعليه دكتور انا اسفه والله امسحها بوجهي"
-"من هي وش جايبها معك؟"
"صديقتي"
-"الله يهديها، "
"دكتور ابسألك صدق عن فهد؟ يعني محد جا شافه جديد؟"
-"ارسلنا فحوصاته لدكاتره برا اغلبهم قالو ان حالته صعبة، الحادث اثر على الدماغ بشكل كبير"
"يعني وشو"
-"عليا.. فهد مستحيل يوقف بوجه سعادتك و مستحيل كان يرضى انه يكون هو سبب يمنعك عن سعادتك.. اذا تبين تتزوجين تزوجي.."
"انا ما ابي.. انا احب فهد يا دكتور.. بس ابي اعرف وش بيصير فيه.. "
-"انا اقولك اياها، عيشي حياتك و انسي فهد.."
دمعت عيوني..
كنت ادور عن الامل اللي بعيون الدكتور محمد..
عن التفاؤل اللي كان يحسسني فيه..
بس مالقيته..
شفت بعيونه حزن..
خذلان..
صديق عمره.. فارقه كذا فجأة..
صعب..
"انساه صعب.. و اعيش حياتي اصعب.."
-"كلنا صعب ننساه بس اقصد انسي انه موجود.. عليا فهد شهرين و بيصير ميت رسميا.. المستشفى قالو انه شهرين او اقل و بيشيلون عنه كل شي و بيطلعونه من الغرفة، فقدو الامل بانه يصحى.. مافي ولا شي يقول انه بيصحى.."
"شهرين..."
حسيت حياتي انا بتنتهي عقب شهرين..
حسيت بدا العد التنازلي لايامي في الدنيا..
عقبها بصير ميته..
عقبها ماعد فيه فهد..
قلبه بيوقف..
الدم بجسمه ماعد بيجري..
عيونه بتغمض.. للابد..
ايده ماعد ابلمسها..
ضحكته ماعد ابشوفها ولا اسمعها..
بنحرم من كل شي كان سبب سعادتي الوحيدة في الدنيا..
كانت جملة فهد اللي دايم يكررها...
"ماياخذني منك الا الموت"
و هذا الموت جا..
و اخذك مني..
-"عليا"
"ها"
-"وشو ها"
"وش وشو ها"
-"احد يرد كذا؟"
"وش اسوي فهد ابي انام صارلنا ساعتين نحكي"
-"موب ساعتين"
"الا ساعتين"
-"موب ساعتين والله"
"الا والله ساعتين!"
-"ساعة و اربع و خمسين دقيقه"
"سخيف"
*يضحك* -" لاتكذبين مره ثانيه"
"مايضحك"
-"طيب نرجع لموضوعنا مهما طولت ماتردين كذا"
"وش تبيني ارد حضرتك"
-"تقولين سم"
"سم لما اكون مروقة"
-"والحين موب مروقة يعني؟ انا الحين واصل لاعلى درجات الروقان لاني صارلي ساعة و خمسة و خمسين دقيقة احاكيك"
"لا فيني النوم و انت معيي تخليني انام"
-"يحصلك؟"
"فهد صدق زهقت"
-"زهقتي مني؟"
"لا موب منك بس ابي انام"
-"ترا بيجيك يوم تتمنين هالمكالمة"
"اذا تمنيتها ادق"
-"لا مارح تقدرين تدقين"
"اجيك"
-"ولا تقدرين تجين"
"لا لا اقدر"
-"بسم الله عليك"
"بسم الله عليّ ايش؟"
-"ولا شي، الزبدة ردي عليّ زين و عقبها اسكر"
"لا قولي اول شي بسم الله عليّ ليش"
-"يلاردي عليّ، عليا"
"سم ياعيون عليا انت"
-"اللللله، ايه كذا ابي اسمع رد يرد الروح"
ضحكت
-"قولي امين"
"امين"
-"ياجعل مايفرقنا الا الموت، جعل يومي قبل يومك يا نظر عيني انتي"
"موب امين"
-"ليه موب امين"
"بس"
-"تخافين علي؟"
"بس قلت"
-"بس وشو يالنفسية، تخافين عليّ صح؟"
"ايه"
-"لاتخافين، انا معك بس الشي الوحيد الي اقوى مني و منك هو الموت، يعني انا مارح ياخذني منك الا الموت.."
"خلاص فهد ليه تحب هالمواضيع اللي تسد النفس"
-"الحين اتغزل فيك و ادعي لك صرت اسد النفس؟ قسم بالله انك موب وجه رومانسية"
"رومانسيه موب كذا"
-"طيب اخلصي علينا روحي نامي"
"اخلص عليك بعد؟"
ضحك.
-"روحي صليّ و غسلي اسنانك و بدلي و كل شي و حاكيتي واتساب"
"ان شاءلله"
رحت غسلت و كل شي، يوم فتحت واتساب لقيته مرسل لي..
"الله لا يجعلني اذوق حزنك يا عليا، يارب يارب اجعلك من نصيبي و اجعلنا نجيب عيال يملون البيت كله، و يارب قدرني اني اسعدك لأخر يوم بحياتي واني ما اخليك تحتاجين لشي، و يارب يبعد كل الحزن عن قلبك و يهديك و يصلحك و يعقلك و يخليك تتعلمين الذرابة و الادب و الرومانسيه الزينه، عمري انا بروح اصلي الفجر اذا ودك تنامين نامي لاتنتظريني . بصلي و ارجع انام، تصبحين على خير لاتنسين اذكارك احبك"
و ذقت انا حزنك..
و حزنت..
و كنت انت ورا حزني..
كنت تدعي انك تموت قبلي بس نسيت اني كذا بموت مرتين..
كنت تدعي ان يومك قبل يومي بس كذا انا اللي ينحرق قلبي..
الميت ما يحس بالموت كثر الحي..
الميت يموت و تنتهي حياته..
لكن الحي يموت من موتته الميت و يكمل حياته ميت..
مافكرت شلون بتكون حياتي وانا اعيشها ميته؟
انا روح ميته يافهد..
امارس حياتي الطبيعية بس بروح ميته..
بلا روح..
فقدانك خلاني بلا روح..
روحك لما طلعت طلعت روحي معها..
بيدفنونك بس موب دافنيني انا..
ليه؟
علمهم اني ميته مثلي مثلك..
علمهم اننا واحد..
علمهم اننا اتفقنا بنسوي كل شي مع بعض..
مايصير يتركوني و ياخذونك..
صعب كل واحد فينا يكمل في دنيا مختلفة..
-"عليا"
"هه-ههلا"
-"انا اقول لاترفضين اللي تقدملك علشان فهد، لان فهد مستحيل يرضى انه يكون سبب في انه يوقف سعادتك"
"ان شاءلله.. هم متى بالضبط قالو بيشيلون الاجهزة؟"
-"قالو اقل من شهرين.. بس انا ما استبعد يجون الحين فجأة يجون بكره يجون عقبه ماتدرين.. فهد مره طول هنا و هالشي ضايقهم، نسو افضاله عليهم "
سكت..
-"اتوقع الحين نقدر نقول عظم الله اجرك في فهد.."
حسيت بقلبي اوجعي صدق بقوة يوم قالها..
تركته و طلعت..
*بالسيارة*
مشاعل: "ها وش قالك؟"
سكت شوي..
مشاعل: "وش قال؟"
"قالي عظم الله اجرك" قلتها وانا مرتاعه..
ضمتني مشاعل وصاحت معي..
دق جوالي.. "عبدالله"
مارديت تركته.
مشاعل: "مارح تردين؟"
"لا"
مشاعل: "ليه"
"موب وقته"
مشاعل: "يمكن يبي شي"
"لا مايبي"
و حطيته سايلنت وظليت اناظر بأسمه بالشاشة....
مره يحمس التشابتر الي بزياده بس امانه عاد لا يموت فهد :(
ردحذفيصيييييييححححححح :(❤️❤️
ردحذفلو انك خليتيها تتخيل يوم قالت ها لفهد وهي تكلمه كان احسن:( والله صححححت صياااااح!!!! لو سمحتي لا تموتينه ����������������������
ردحذفطيب هي كانت تتذكر
حذفلا يموت فهد واللي يعافيك لاااا :'(
ردحذفلا يموت فهد الله يوفقك 😭😭😭
ردحذف